أهم استنتاجات بيان الفائدة الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي - سبتمبر

أهم استنتاجات بيان الفائدة الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي - سبتمبر

دعمت قرارات الفيدرالي الأمريكي ارتفاع الدولار بالأمس ولكن ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع؟ وما هي أهم النقاط التي تضمنها بيان الفائدة التي سوف تحدد اتجاه الدولار على المدى المتوسط؟ نجيب على تلك الأسئلة من خلال هذا التقرير:

أولًا: تم اتخاذ قرار الإبقاء على الفائدة بالإجماع

صوت كافة أعضاء الفيدرالي الأمريكي على قرار الإبقاء على الفائدة بالإجماع مما يعني أن الأداء الاقتصادي منذ الاجتماع الأخير برهن لكافة الأعضاء أنه لا حاجة إلى رفع الفائدة.

ثانيًا: التوقعات الاقتصادية

قام الفيدرالي الأمريكي برفع توقعاته للنمو الاقتصادي للعام الجاري من 2.2% إلى 2.4% وأبقى على توقعاته للنمو الاقتصادي خلال العام القادم عند 2.1% بينما تم رفع توقعاته بشكل طفيف لعام 2019 من 1.9% إلى 2.0%.

النمو الاقتصادي

بالرغم من التأثير السلبي المتوقع للأعاصير على معدل النمو خلال الربع الثالث من العام إلا أن يلين أشارت في تصريحاتها إلى أن الاقتصاد الأمريكي سوف يتعافى مع عودة عمليات إعادة البناء في المناطق المتضررة وأن تلك الأعاصير لن تغير مسار النمو الاقتصادي خلال الأربع السنوية القادمة.

سوق العمل

أشارت يلين أيضًا أن متوسط خلق الوظائف يستقر عند 185 ألف وظيفة خلال الثلاث شهور المنتهية في أغسطس ووصفتها بأنها وتيرة قوية حيث أن خلق وظائف بمتوسط 100 ألف كافي ليجاري النمو السكاني، وأضافت بأن الفيدرالي يتوقع أن يشهد سوق العمل المزيد من التحسن.

التضخم

خفض الفيدرالي الأمريكي توقعاته للتضخم الأساسي للعام الجاري مرة أخرى من 1.7% إلى 1.5% ومن 2.0% إلى 1.9% خلال عام 2018 بعدما سجل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي على أساس سنوي أبطأ وتيرة له على مدار 10 شهور خلال شهر يوليو بينما سجل بقيمته الأساسية أبطًا وتيرة له في 19 شهر.

من ناحية أخرى، قالت يلين إن معدل التغير السنوي للمؤشر عند 1.4% خلال يوليو قد شهد تراجًعا ملحوظًا كما هو الحال مع قيمته الأساسية.

بينما أبقى الفيدرالي على توقعاته لمعدلات التضخم للعام الجاري وخفضها لعام 2018 من 2.0% إلى 1.9%.

بالرغم من خفض الفيدرالي توقعاته للتضخم إلا أن يلين أكدت أن الفيدرالي الأمريكي يرى أن ضعف معدلات التضخم يرجع إلى عوامل ليست ذات صلة بالتطورات الاقتصادية العامة، على سبيل المثال تراجع أسعار خدمات التليفون اللاسلكي.

وعليه لا يشعر الفيدرالي الأمريكي بالقلق حيال تأثير تلك العوامل على التضخم وعليه قرارات السياسة النقدية إذ أنها عوامل مؤقتة، ويرى الفيدرالي أن تحسن سوق العمل سيدعم ارتفاع الأجور بالإضافة إلى أن توقعات التضخم لا تزال مستقرة وعليه يتوقع الفيدرالي أن تتجه معدلات التضخم للارتفاع بمرور الوقت ولهذا أبقى الفيدرالي على توقعاته للتضخم الأساسي لعام 2019 عند 2.0%.

مسار الفائدة

بما أن الفيدرالي يرى أن العوامل السلبية التي أثرت على معدلات التضخم سلبية وأنه التضخم سيجد طريقة للارتفاع؛ أبقى على توقعاته لمستويات الفائدة حيث يرى الفيدرالي أن معدلات الفائدة ستصل إلى 1.4% بنهاية العام الجاري مما يعني أن احتمالية رفعها بمقدار 25 نقطة أساسية هذا العام لا تزال قائمة. يتوقع أيضًا أن تبلغ معدلات الفائدة 2.1% خلال العام المقبل أي رفعها بثلاث مرات بينما تم خفض توقعاته لعام 2019 من 2.9% إلى 2.7% أي رفعها مرتين بدلًا من ثلاث مرات.

 

 

ثالثًا: مخطط عام 2017 دون تغيير (Dot Plot)

توقعت الأسواق أن يتخلى عددًا من الأعضاء عن تصويتهم لرفع الفائدة أكثر من مرة خلال الأعوام المقبلة بعد تصريحاتهم المتشائمة مؤخرًا، إلا أن المخطط الصادر عن الفيدرالي الأمريكي أظهر أن الأربعة أعضاء الذين لا يرغبوا في رفع آخر للفائدة لم يزيد عددهم في اجتماع سبتمبر مما يعني أنه في حال فضل الفيدرالي رفع الفائدة مرة أخرى هذا العام سيدعن هذا القرار عدد كافي من الأعضاء المتفائلين.

 

رابعًا: بدء خفض الموازنة العامة

أعلن الفيدرالي بالأمس عن بدء خفض الموازنة العامة في أكتوبر المقبل وبالرغم من أن بيع الفيدرالي الأمريكي الأصول التي لديه يعد نوعًا من أنواع التشديد النقدي إلا أن يلين أكدت بالأمس أن أداة الفائدة تعد أداة أساسية للسياسة النقدية، كما ردت على سؤال أحد الصحفيين قائلة " يمكننا إعادة استثمار تلك الأصول مرة أخرى" حينما سألها عن سيناريو تدهور الأوضاع الاقتصادية.

 

خامسًا: ارتفاع الدولار بعد قرارات الفيدرالي

واصل الدولار الأمريكي ارتفاعه في أعقاب المؤتمر الصحفي عندما صرحت يلين بأنه من المتوقع أن تتعافى معدلات التضخم وعليه استمرار الفيدرالي في رفع الفائدة مرة أخرى هذا العام بل وتوقعات أن تتباطأ وتيرة خلق الوظائف خلال الربع الثالث في سبتمبر الجاري بسبب الأعاصير وعليه التأثير على النمو الاقتصادي.

وكما ذكرنا لم ينضم المزيد من الأعضاء إلى صف الأعضاء المتشائمين والحذرين من الاستمرار في رفع الفائدة.

علاوة على ذلك، ارتفعت احتمالات رفع الفائدة خلال الاجتماع القادم حسب أداة CME FedWatch من 50% إلى 70% وهو ما دعم الدولار الأمريكي الذي قد يحافظ على مكاسبه حتى نهاية الشهر الجاري.

 

النظرة الفنية

كسر مؤشر الدولار خط الاتجاه الهابط على الإطار الزمني 4 ساعات المرسوم من يوم 5 يوليو مسجلًا أعلى مستوى له عند 92.47 بالأمس ومن المتوقع أن يواصل المؤشر ارتفاعه لاستهداف المستوى 93.20 في حال استقرت تداولاته أعلى خط الاتجاه.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image