نتائج الانتخابات الألمانية تشكل ملامح مستقبل جديد لمنطقة اليورو

نتائج الانتخابات الألمانية تشكل ملامح مستقبل جديد لمنطقة اليورو

بالرغم من فوز حزب المستشارة الألمانية ميريكل بالانتخابات إلا أن عدم حصولها على الأغلبية المطلقة شكل حالة من عدم اليقين التي قد تلقي بظلالها على مستقبل منطقة اليورو، حيث يجب الآن تشكيل حكومة ائتلافية ما بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي أو الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر. 

بالرغم من ذلك لن يكون أيًا من تلك الائتلافات سهلًا حيث حصل الحزب الديمقراطي الحر على 10% من الأصوات بينما حصل حزب الخضر على 9% وحصل الحزب البديل لألمانيا على 13% ليصبح أول حزب يميني متطرف يكسب مقاعد بالبرلمان الألماني منذ 50 عامًا. 

وتعني نتائج الانتخابات أن ألمانيا ستواجه تحديات متمثلة في مفاوضات تكوين ائتلاف قد تستمر لشهور، وباختيار المستشارة الألمانية ميريكل الحزب الذي سيشارك في هذا الائتلاف يتحدد الاتجاه السياسي لألمانيا  خلال السنوات القادمة وعلى رأسها توجهات ألمانيا فيما يخص ملف الهجرة وقضايا الاتحاد الأوروبي. 

تتمثل أحد الموضوعات الرئيسية في قضايا مثل تعيين وزير مالية واعتماد ميزانية مشتركة لمنطقة اليورو. ويعارض الحزب الديمقراطي الحر تلك المقترحات داعيًا إلى تشديد السياسات المالية مع الاتحاد. 

على صعيد الأسواق المالية، من المتوقع أن يكون لتلك النتائج تأثير طويل المدى وقد يكون الحزب المختار لتشكيل الائتلاف ذو تأثير على اختيار وزير المالية وبدوره التأثير على اختيار محافظ المركزي الأوروبي القادم في 2019، بالإضافة إلى طريقة التعامل مع الدول الضعيفة اقتصاديًا بمنطقة اليورو. 

وفيما يلي أبرز توجهات الأحزاب المشاركة: 

الحزب الديمقراطي الاجتماعي: يزعمه رئيس البرلمان الأوروبي السابق مارتن شولز الداعم لمزيد من الاندماج بين جول منطقة اليورو ويتبع نفس نهج الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس المفوضية الأوروبية جين كلود يونكر. 

وأعلن الحزب في وقت سابق عن تخليه عن دعم حزب المستشارة الألمانية ميريكل، وقال إنه سينضم لصفوف المعارضة. 

حزب الخضر: يدعو حزب الخضر صندوق النقد الأوروبي إلى مساعدة الدول المتعثرة بمنطقة اليورو وحث على القيام بالمزيد من الإجراءات بشأن موازنة منطقة اليورو ومقترح وزير المالية. 

الحزب الديمقراطي الحر: يعارض الحزب الإصلاحات السابق ذكرها داعيًا إلى تشديد السياسات المالية وأن تتحمل كل دولة بمنطقة اليورو مسؤليتها المتعلقة بأوضاعها الاقتصادية، ودعى زعيم الحزب "كريستيان ليندر" اتخاذ موقف قوي مع التعامل مع اليونان وقال إن الدول المثقلة بالديون والتي ترغب تخفيف عبء الدين يجب أن تخرج من منقطة اليورو. 

من ناحية أخرى، تعهد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف بالتصدي لما وصفه بـ"غزو الأجانب" لألمانيا، بعد فوزه بمقاعد في البرلمان لأول مرة في تاريخه. 

وقال غاولاند مرشح الحزب في مؤتمر صحفي "لا نريد أن نخسر ألمانيا بسبب غزو أجانب من ثقافة أخرى، هذا هو الأمر ببساطة".

ولهذا من المتوقع أن تعرقل الأحزاب المتطرفة محاولات المستشارة الألمانية ميريكل والرئيس الفرنسي ماكرون الرامية لتعزيز ترابط دول منطقة اليورو. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image