أهم الاستفسارات عن البيتكوين والإجابة عليها

أهم الاستفسارات عن البيتكوين والإجابة عليها

جذبت العملة الالكترونية البيتكوين أنظار العالم أجمع سواء من المستثمرين أو ممن ليس لهم علاقة بأسواق المال، فقد أدى الارتفاع منقطع النظير للعملة ذات الـ 9 أعوام إلى إقبال الجميع على شرائها بالرغم من تحذيرات البنوك الكبرى وتضارب آراء العديد من الخبراء الماليين والاقتصادية من أنها فقاعة على وشك الانفجار في وجه مستثمرين لم تخلو أذهانهم بعد من الآثار المدمرة للأزمة المالية عام 2008، ووسط تقلب أسعارها تتقلب مشاعر المستثمرين معها، فقد ترنحت البيتكوين بين الارتفاع والانخفاض بنسب تقترب من 40% و 10% على التوالي وبلغت قيمتها السوقية حوالي 278 مليار دولار أي ما يكفي لشراء بنك جولدمان ساكس ثلاثة مرات.

أصبحت هذه الظاهرة موضع حديث جميع الراغبين في استثمار أموالهم والباحثين عن الثراء السريع غير مبالين بالمخاطر التي تنطوي عليها هذه الأداة التي تتخفى وراء ستار يحجب العديد من الإجابات عن مستقبلها وشرعيتها وأصبح تطبيق Coinbase على متجر شركة آبل هو الأكثر تحميلًا خلال الأسبوع الماضي.

شجعت البيتكوين أيضًا دخول المزيد من العملات الرقمية بالأسواق التي تحمل نفس الوعود المعهودة سابقًا للبيتكوين وتسمح أيضًا بتنفيذ عمليات دون وسيط، ولكن تتميز البيتكوين عن نظرائها بأنها قد تكون الناجي الأقوى إذا شهدت الأسواق انفجار لفقاعة العملات الرقمية مثلما حدث في عام 2000 عند انفجار فقاعة الدوت كوم لتصبح فيما بعد فرصة استثمارية لن تعوض في وقتنا الحالي.

وقد أثارت الأحداث الجارية الأخيرة العديد من التساؤلات والاستفسارات نجيب على أهمها في القسم التالي:

لماذا ارتفعت قيمة البيتكوين بقوة مؤخرًا؟

لا يمكن إعزاء ارتفاع البيتكوين إلى سبب واحد فقط، ولكن هناك العديد من العوامل التي دعمت مواصلة ارتفاعها ومنها فقدان المؤسسات مصداقيتها، فقد تم نشر أول بحث ورقي لفكرة نظام عمل البيتكوين في عام 2008 بعد انهيار بنك ليمان برذر وقد دار البحث حول إمكانية انتقال الأموال بنظام الند للند "peer-to-peer" بمعنى انتقال الأموال الكترونيًا من طرف لطرف آخر دون مرورها من خلال مؤسسة مالية.

ومع تزايد حالة التوتر السياسي عقب فوز ترامب بالرئاسة وقرارته السياسية التي غابت عنها العقلانية كما يراها البعض والانفصال المكروه لبريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى تردي الأوضاع في أسبانيا لم يجد المستثمرين ملاذًا آمناً أفضل من العملات الرقمية التي لا ترتبط بالمؤسسات أو الحكومات.

علاوة على ذلك، تستمد البيتكوين قوتها في الوقت الراهن من تراجع حجم المعروض منها، فقد تم تعدين ما يقرب من 16.7 مليون وحدة حتى وقتنا هذا من أصل 21 مليون وحدة، ولهذا يتبقى حوالي خمس حجم إجمالي المعروض وعليه قد تظل البيتكوين آخذة في الارتفاع مع استمرار تراجع المعروض المتاح.

أمر آخر يضيف إلى قيمة العملات الرقمية وخاصة البيتكوين هو إمكانية شراء عملات رقمية بعملات رقمية أخرى ويتجه أصحاب البيتكوين إلى إعادة استثمار أرباحهم من ارتفاع قيمتها في عملات رقمية أخرى واعدة مما يزيد من معدل دوران الأموال وانخراط مزيد من الأشخاص.

لماذا يجب أن أعير البيتكوين اهتمامًا؟

البيتكوين هو أشهر نظام بلوكشين على أرض الواقع حاليًا وهي تكنولوجيا قد يتخطى استخدامها مجرد استخدام البيتكوين، فهو نظام غير مركزي يشبه سجل عام يتم تسجيل فيه كافة المعاملات بين الأطراف، وهو نظام معقد ومشفر ومستقر يتمتع بحماية رادعة ومثبت على ألاف الأجهزة حول العالم.

جدير بالذكر أن النظام يحتوي على كافة المعاملات التي تمت منذ 2009 ومعروضة للعامة، ولم يتم اختراقها أو تعطلها أبدًا، وفي بادئ الأمر كان الأشخاص الراغبين في إخفاء هويتهم هم المستخدمين الأساسيين له، أما الآن فهي متاحة للجميع ويتم التسويق لها على أشهر المواقع الالكترونية وباتت وسيلة دفع مقبولة في العديد من المواقع الرسمية الكبرى مثل Microsoft مما جعل البعض يقول أنها وصلت إلى ذروتها وأنها تتخذ نفس ملامح فقاعة الدوت كوم مما جعل البعض يأمل فقط بألا تطول عواقبها أعداد ضخمة من الأفراد الذين يروا فيها استثمار طويل الأجل يحمي مدخراتهم من أي مخاطر أخرى.

كيف صُنعت البيتكوين؟

تردد على سمعنا مفهوم "التعدين" وهو مفهوم ليس له علاقة باستخراج شيء من الأرض ولكنه أشبه بفك كتلة من معاملات البيتكوين تتم من خلال ألغاز حسابية، ومن يستطيع حل تلك الألغاز وفك الكتلة وانتقالها إلى السلسلة العامة "البلوكشين" يحصل على بيتكوين، وعندما تم إطلاق هذا النظام أول مرة كان الشخص يحصل على 50 بيتكوين، وتصبح تلك الألغاز أصعب كل 4 أعوام وما كان يمكن حله باستخدام حاسوب شخصي أصبح يتطلب استخدام أجهزة متطورة عالية التكلفة.

حتى وقتنا هذا، تم تعدين حوالي 16.7 مليون وحدة وقد استغرق ذلك حوالي 9 أعوام، وفك الكتلة سيعطي 12.5 في عام 2020. يتوقع عدد من الخبراء أن تعدين 4.3 مليون وحدة لاحقًا سيستغرق 100 عام.

هل البيتكوين آمنة؟

لم يتم اختراق النظام الخاص بالبيتكون على الإطلاق ولكن وجد بعض المخترقين أو الهاكرز طرق لسرقة البيتكيون من المحافظ الالكترونية التي يتم الاحتفاظ بالعملات الرقمية فيها، ففي الأسبوع الماضي أفادت أنباء بسرقة 4.700 بيتكوين من إحدى شركات تعدين البيتكوين في سلوفينيا وأشهر عملية سرقة تمت في 2014 وهي سرقة 850 ألف وحدة بيتكوين من شركة Mt Gox أي حوالي 14 مليار دولار.

أيضًا هناك تخوف بشأن ماهية النظام كونه مجهول الهوية وغير خاضع لأي هيئات رقابية، وفي حال قام شخص بسرقة أي عدد من الوحدات من المالكين فلن يستطيع أحد إرجاعها إليه، ونفس الشيء إذا نسيت كلمة المرور الخاصة بمحفظتك لن تستطيع الولوج إليها، وتقدر عدد الوحدات المفقودة بحوالي 3.7 مليون بيتكوين وستظل مفقودة للأبد، وقد تم تعدين ألاف من هذه الوحدات عندما بلغت قيمتها سنتات معدودة فقط.

ماذا يمكن شرائه بالبيتكوين؟

 

الطبيعة الجامحة لأسعار البيتكوين أفقدتها قدرتها على أن تكون وسيلة دفع عامة ولهذا لم تعترف بها العديد من المواقع الالكترونية المشهورة بعد، فهي أشبة بمزيج من العملات والسلع والأصول المالية في آن واحد، لكن في نفس الوقت أعطتها هذه الصفة ميزة للمشتريين الباحثين عن المضاربات السؤيعة لتحقيق أرباح ضخة في فترة زمنية قصيرة آملين ألا يقف أي عائق أمام قطار الصعود، وأظهر مسح صادر عن Blockchain Capital مؤخرًا أن أقل من 2% يحتفظون بالبيتكوين وأن 19% من المشاركين في المسح ينوون شرائها في غضون خمسة سنوات مستندين إلى توقعات بوصول قيمتها إلى مئات الألاف من الدولارات في المستقبل.

من ناحية أخرى، يرى خبير توقع أزمة قطاع الاسكان قبل وقوعها بأن البيتكوين هو تكرار لما حدث سابقًا ولكن بشكل مختلف.

ما هي احتمالات تحقيق أرباح أو الخسارة؟

تخيل مراقبتك لسهم ما قمت بشرائه ورأيته أسعاره تتقلب أمامك على غير العادة ثم اضرب معدل هذا التقلب في 10 أو 100، هذا سيكون شعورك أو ربما مشاركتك في نوع من أنواع المقامرة تتساوى فيها نسب المكسب مع الخسارة، فتداول البيتكوين قادر على تحطيم أية أعصاب حديدية خاصة إذا كنت تنوي استثمار أموال أنت في حاجة إليها.


للمزيد من التفاصيل حول البيتكوين يمكنكم الاطلاع على تقرير قدمناه لكم في مايو 2015 حينما كان سعرها حوالي 234 دولار من خلال:" Bitcoin عملة الكترونية تعترف بها ألمانيا وبعض الدول العربية".

اقرأ أيضًا:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image