الدولار والعملات الالكترونية.. تحديات متجددة تهدد استثمارات الذهب

الدولار والعملات الالكترونية.. تحديات متجددة تهدد استثمارات الذهب

كان إقرار خطة الإصلاح الضريبي بالولايات المتحدة ذو تأثيرات متباينة على حركة الأسواق العالمية. فمن جهة ساعدت تلك الخطوة على تحسن تطلعات الوضع المحلي دافعة أسواق الأسهم إلى مكاسب جديدة، وعلى الجهة الآخرى زادت من الأعباء على أسعار الذهب الأصفر.

كانت أسعار الذهب قد سجلت تراجعات قوية تجاوزت عدد من مستويات الدعم الهامة. جاء ذلك في وقت انقلبت فيه الأوضاع العالمية ضد الذهب على رأسها الارتفاعات القوية لأسواق الأسهم، توقعات ارتفاع الدولار على المدى القريب إلى جانب تصدر العملات الالكترونية وتحركاتها الحادة للمشهد مؤخراً. الأمر الذي يزيد من التحديات التي تواجه الذهب، وسط توقعات بأن يزداد الوضع سوءاً لفترات قد تطول.

بعد مكاسب قوية سجلها الذهب منذ بداية العام، وصل السعر إلى ذروته في سبتمبر الماضي قبل أن تستعيد الأسواق ثقتها في خطة الإصلاح الضريبي التي تسعى إليها حكومة ترامب، مما وجه المستثمرون نحو أسواق الأسهم ودفعهم بعيداً عن استثمار الملاذات الآمنة التي يتصدرها الذهب. ومع توقعات إقرار خفض الضريبة على الشركات بأكثر من 15% إلى 20% فقط، ارتفعت الثقة حول مستقبل الأعمال داخل البلاد، وعليه تدفق المستثمرون إلى استثمارات الأسهم التي من المرجح أن تكون على أعتاب مكاسب أقوى الفترات القادمة.

لكن هل تحركات سوق الأسهم هي الدافع الرئيسي وراء خسائر الذهب؟ بالطبع لا، فقد نجحت الأسعار في المحافظة على مكاسبها منذ ديسمبر 2016 وحتى سبتمبر 2017 بالرغم من ارتفاعات الأسهم الأمريكية. وخلال تلك الفترة، تلقت أسعار الذهب أيضاً بعض الدعم من التراجعات التي سيطرت على الدولار غالبية العام الجاري. لكن مع اقتراب الدولار من تصحيح مساره، عادت الضغوط لتسيطر على حركة الذهب مرة جديدة.

فالآن أصبح الدولار بصدد التعافي بقوة خلال الفترات التالية مدعوماً بمجموعة من العوامل والتي تتمثل في؛ قوة بيانات سوق العمل وعليه تزايد توقعات رفع الفائدة الأمريكية مرة ثالثة هذا العام. كما تشير توقعات الأسواق إلى إحتمالات قيام لجنة الفيدرالي برفع تطلعاتها لمسار الفائدة خلال عامي 2018 و 2019 وهو ما يقدم دعماً قوياً للعملة على حساب الذهب.

إلى جانب العلاقة العكسية ما بين حركة الدولار وأسعار الذهب. فإن المعدن الأصفر يواجه معركة شرسة مع العملات الإلكترونية. فبعد عقود من الزمان كان خلالها الذهب هو الاستثمار الأول، الملاذ الآمن ووسيلة للتحوط ضد تقلبات العملات، طغت العملات الالكترونية على اهتمام المستثمرين خاصة بعد الارتفاعات الحادة التي سجلتها على مدار فترات قصيرة نسبياً. وعليه، تخلى البعض عن الذهب لصالح تلك العملات. وبالرغم من استمرار التضارب حول مستقبل تلك الاستثمارات ومدى تأثيرها على المعدن الأصفر، إلا أنه لا يمكن إنكار المخاطر التي تشكلها على استثمارات الذهب.

مع ذلك، مازالت العملات الالكترونية تواجه العديد من التحديات في صراعها مع الحكومات والهيئات التشريعية. كذلك فإنها تجد صعوبة في التغلب على العملات القانونية. لكن هذا لم يصد المستثمرين عن تداولات العملات الافتراضية سعياً وراء عائداتها المرتفعة. وإن كان هناك بعض التخوف من ارتفاعات عملة افتراضية معينة، فالآن أصبحت الخيارات واسعة للاستثمار، مما يحجم نسب المخاطرة إلى حدٍ كبير.


اقرأ أيضاً: 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image