هل تستحق توقعات ركود الاقتصاد العالمي كل هذا القلق في الأسواق؟

Investing.com - شهدت الأيام الماضية حالة من القلق والفزع سيطرت على الأسواق العالمية، وذلك عقب التوقعات بحالة من الركود سوف تسيطر على الاقتصاد العالمي قريباً، وذلك بعد إشارات بارزة ظهرت عالمياً، الأمر الذي دفع المستثمرين للجوء إلى السندات الحكومية بأعتبارها ملاذات آمنة قليلة التذبذب.

وخلال الأيام الماضية أظهرت البيانات الاقتصادية في ألمانيا انكماشاً كبيراً والذي يعتبر أكبر اقتصاد في القارة العجوز، بالإضافة إلى انقلاب منحنى العائد على السندات في الولايات المتحدة، وانخفاض العائد على السندات في سويسرا إلى نطاقات سالبة، بالإضافة إلى زيادة الديون في إيطاليا، وارتفاع الدولار أمام معظم العملات الرئيسية، وتراجع النفط إلى 60 دولار للبرميل وارتفاع الذهب إلى أعلى مستوياته في 6 سنوات.

كما أعلنت الصين عن تسجيل القطاع الصناعي نمواً يعتبر هو الأقل منذ عام 2002، وأيضاً التوترات والمخاوف من تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ولا يزال المستثمرون قلقون بشأن حدوث الركود، على الرغم من نمو الاقتصاد العالمي ولكن بوتيرة أبطأ من عام 2018، ولكن لا يزال الوضع في أمريكا على ما يرام في ظل ارتفاع الأجور وزيادة نسبة التوظيف وسهولة الائتمان.

وبالنسبة للحرب التجارية القائمة بين أكبر اقتصاديين في العالم فإنها في الوقت الحالي لا تشكل على فرض الرسوم الجمركية على السلع والمنتجات فقط، بل أنها تطورت وتعمقت إلى قطاع التكنولوجيا والتوريد وحرب العملات.

وعلاوة على ذلك، فإن البنوك المركزية لها دوراً كبيراً في حالة القلق التي تسيطر على الأسواق العالمية، حيث بدأت البنوك تخفف من سياستها النقدية من خلال خفض معدلات الفائدة، مثلما فعل البنك الفيدرالي الأمريكي خلال شهر يوليو الماضي بخفض معدلات الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2008.

الأمر الذي ترتب عليه قيام العديد من البنوك المركزية حول العالم مثل البنك المركزي في نيوزيلندا والبرازيل والهند وبيرو والفلبين وتايلاند بخفض معدلات الفائدة، كما أن البنك المركزي الأوروبي يسعى لطرح برنامج تيسير كمي جديد خلال الفترة القادمة.

كما أن الدولار الأمريكي الذي شهد إقبالاً كبيراً من قبل المستثمرين بإعتباره أحد الملاذات الآمنة، وكذلك سعي البيت الأبيض لتهدئة الحرب التجارية قبل إنطلاق الانتخابات الرئاسية 2020 والتي يسعى الرئيس "دونالد ترامب" للفوز بها.

ومن بين الملاذات الآمنة التي لجأ إليها المستثمرون خلال الفترة الأخيرة هي عوائد سندات الخزانة الأمريكية، الأمر الذي ترتب عليه تراجع العوائد عليها بنسبة كبيرة.