ترامب رئيس بدرجة سمسار، فيرغب بشراء جزء من دولة الدنمارك، فهل له ذلك؟

ترامب رئيس بدرجة سمسار، فيرغب بشراء جزء من دولة الدنمارك، فهل له ذلك؟

Investing.com - أبدى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" رغبته في شراء جزيرة "جرينلاند" الدنماركية، وأعلن أنه تشاور مع مستشاريه في هذا الأمر، رغم أن وزارة الخارجية بالجزيرة أعلنت من قبل أنها ليست للبيع، ولكنها تُرحب بالاستثمار، وصرح الساسة الدنماركيون بأن بلادهم لا يمكنها بيع 50 ألف مواطن يعيشون على الجزيرة.

بالعودة للوراء، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تكونت من خلال بيع الأراضي لها، حيث قامت بشراء "لويزيانا" و"ألاسكا" وبسطت سيطرتها على أكثر من صف اليابسة في البلاد بموجب معاهدة "جوادالوب هيدالجو"، وليست الأرض الوحيدة التي تسيطر عليها واشنطن بالبيع والشراء.

اشترت واشنطن في عام 1803 أراضي في شمال أمريكا من فرنسا مقابل 15 مليون دولار، وذلك بموجب اتفاقية شراء "لويزيانا"، وفي عام 1867 اشترت أمريكا "ألاسكا" من روسيا مقابل 7.2 مليون دولار، وفي عام 1971 اشترت جزر "ويست إنديز" من الدنمارك مقابل 25 مليون دولار، وأطلقت عليها اسم "جزر العذراء".

بالرغم من أن الدنمارك باعت جزر العذراء إلا أنها الآن متمسكة جدًا بجزيرة "جرينلاند"، ورفضت كل المحاولات السابقة من أمريكا لشراء تلك الجزيرة.

لا يعد "ترامب" أول رئيس أمريكي يعرض شراء الجزيرة، فأثناء حكم "هاري ترومان" عرض وزير الخارجية الأمريكي "جيمس بيرنز" 100 مليون دولار لشراء الجزيرة، التي كانت حينها مجرد جزيرة من الجليد ولكن أهميتها الاستراتيجية كبيرة جدًا لواشنطن.

والآن، يرى "ترامب" أن الجزيرة مهمة للأمن القومي الأمريكي، حيث تمتلك الولايات المتحدة قاعدة جوية ضخمة على أرض "جرينلاند" توجد على بعد مئات الكيلو مترات من الدائرة القطبية، ويوجد بها محطة رادار ضمن منظومة صواريخ باليستية ومنظومة إندار مبكر، يستخدمها الدفاع الجوي.

تأتي الأهمية العسكرية والاستراتيجية للولايات المتحدة، في الوقت الذي زادت فيه أنشطة روسيا في تلك المنطقة الأمر الذي يثير قلق وخوف الدنمارك وأمريكا.

كانت جزيرة "جرينلاند" مجرد مساحة من الجليد، ولكن مع ارتفاع درجة الحرارة، ذاب الجليد وأرسلت وكالة "ناسا" باحثيها لاكتشاف تلك المنطقة، وتبين أن هناك كميات هائلة من موارد الطاقة والمعادن مثل الذهب والألماس والنفط وخام الحديد والزنك والرصاص واليورانيوم، وصار من الممكن استخراج تلك الثروة الهائلة والاستفادة منها.

بحسب"سي إن إن"، ربما تقدر قيمة الجزيرة في الوقت الراهن بحوالي 1.3 مليار دولار بناء على القيمة المعروضة عام 1946 المقدرة بمائة مليون دولار، والتي كانت مقابل مساحة قطبية من الجليد عديمة الفائدة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image