المراجعة الأسبوعية للنفط والذهب، ونظرة على المستقبل

المراجعة الأسبوعية للنفط والذهب، ونظرة على المستقبل

كتب باراني كريشنان 

Investing.com - أعلنت المملكة العربية السعودية عند أسماء البنوك والجهات المالية المسؤولية عن إدارة مشروع طرح أسهم أرامكو في البورصة، وهي أكبر شركة نفط في العالم، وذلك في إطار تقدمها الذي أحرزته بعد الهجوم على منشآتها النفطية الأسبوع الماضي، وكانت تلك هجمات غير مسبوقة على منشآت الطاقة السعودية. ولكن وضع الإنتاج في المملكة لا يبعث الكثير من الأمان للأسواق العالمية. 

فقالت أرامكو إن نصف الإنتاج اليومي، المقدر بـ 5.7 مليون برميل يوميًا، سيتوقف عن الخروج للسوق، ولكن التوازن سيعود بنهاية نوفمبر. 

بيد أن محللي الصناعة ليسوا واثقين باحتمالية ذلك. 

إذ يلزم لمنشأة بقيق لمعالجة النفط شهورًا طويلة لتعود للعمل كما كانت قبل الهجوم، وكانت هي الهدف الرئيسي للهجمات، كما يقول مستشار FGE في تقرير له يوم 18 سبتمبر. ويمكن أن تمتد عمليات الإصلاح للمنشأة حتى نهاية العام الجاري، وفي مستشار آخر في Rystad Energy. 

وباستمرار توقف الإنتاج في تلك المنشآت النفطية العملاقة، مثل البقيق، سترتفع أسعار النفط. ورأينا خام برنت يختبر ارتفاعات أسطورية خلال أيام تداول الأسبوع الماضي بعد الهجمات، مسجلًا ارتفاعات خلال يوم التداول وصلت لـ 20% تقريبًا، قبل أن يستقر مرتفعًا 14%. وفي الأيام اللاحقة، تخلى برنت عن كثير من تلك الأرباح، وذلك بعد الرسائل السعودية والأمريكية المتوالية حول استعداد دول العالم لإطلاق النفط المخزن في مستودعاتها الاستراتيجية. 

ورغم قدرة هذا على إرجاع أسعار النفط بعض الشيء، إلا أنه عجز عن محو مخاوف اندلاع نزاع مسلح في منطقة الخليج، واستمرار التوترات الجيوسياسية المحتدمة من الأساس، فدافعت الولايات المتحدة والسعودية عن منشآت النفط السعودية، وتعهدت إيران بشن حرب شاملة لو استهدف أحد البلد أو أحد منشآتها النفطية، إذا أشارت أصابع الاتهام نحو إيران، رغم إعلان الحوثي، وكيل إيران في اليمن، عن مسؤوليته. 

وننتظر يوم الاثنين لنرى إلى أي جانب سيميل ترامب، إلى العنف أو الديبلوماسية، وسيظهر ذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أن المتداولين غير متأكدين من قدرتهم على تحويط رهاناتهم، رغم أن البعض يرى أن المخاطر المحيطة بالنفط تزيد صعوبة اتخاذ مراكز قصيرة في السوق. 

لذا، توقع المزيد من التقلبات في المستقبل. 

وفي نفس الصدد ننظر إلى الذهب، بينما تعيد احتمالية اندلاع نزاع مسلح في الشرق الأوسط الذهب لمركزه كملاذ آمن، وتتفوق تلك المخاطرة على احتمالية أي ركود على مستوى العالم. وعاد الذهب لمستوى 1,500 دولار الرئيسي، بالرغم من تعرض محبي الذهب لخيبة أمل جديدة يوم الأربعاء بعد تخفيض الفيدرالي لمعدل فائدته. 

مراجعة الطاقة 

ارتفعت أسعار الذهب خلال يوم التداول لأعلى مستوى لها منذ حرب الخليج، عام 1991، بعد الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، ولكن لم تظل تلك القوى العظمى في السوق حتى نهاية الأسبوع. 

فأنهى خام برنت، وخام غرب تكساس الوسيط الأسبوع على ارتفاع 6% أو أكثر. وسجل برنت تراجعًا، ولكن يظل هذا الأسبوع الأفضل له منذ ديسمبر. أمّا خام غرب تكساس الوسيط، فسجل أعلى ارتفاع أسبوعي له منذ يونيو. 

وجهت الولايات المتحدة اللوم مباشرة إلى إيران على خلفية الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية، وكان رد فعل ترامب محدودًا، فعمد إلى تكثيف العقوبات المفروضة على إيران، وتلك الحركة كانت مجرد عقاب رمزي، لأن العقوبات الاقتصادية المطبقة بالفعل لم ترغم الطرف الإيران على القدوم لطاولة المفاوضات، رغم الأضرار التجارية، وأضرار التدفق الرأسمالي التي أحدثتها. 

وقال ترامب يوم الجمعة إنه سيرسل مزيد من القوات، مع تعزيز القوة الجوية، وأنظمة الصواريخ الدفاعية، وذلك في السعودية، والإمارات، كإجراء احترازي. 

فرض ترامب عقوبات اقتصادية على إيران في نوفمبر الماضي، بعد أن سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما مع إيران، واصفًا إياه بـ "أسوأ اتفاق على الإطلاق." 

كان الانتصار الذي حققته إدارة أوباما في نهاية عهدها هو جعل إيران "خالية من الأسلحة النووية،" وينوي ترامب أن يجعل هذا الانتصار لصالحه، على أمل أن يعاد انتخابه مجددًا في انتخابات 2020. 

ويستمر ترامب في التمسك بأمل عقد اجتماع مع الرئيس الإيراني، روحاني، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولكن، نفى مساعدة روحاني إمكانية حدوث هذا الأمر، وذلك خشية أن يعود رئيسهم بخفي حنين بعد اللقاء، ويثير بذلك غضب الشعب الإيراني، بينما ترامب يحصل على مباركة محاولاته. 

وبعيدًا عن سياسة الهجوم، أكدت أرامكو على حصول السوق على 11 مليون برميل من النفط الخام بحلول شهر نوفمبر، أعلى من مستويات الإنتاج الحالية. 

ويعتمد الكثيرون على قدرة تعافي المملكة سريعًا من الهجمات، والتأمين ضد أي هجوم في المستقبل. 

"وزادت أسعار النفط 10-20 دولار للبرميل، ويمكن لذلك الهبوط بالنمو العالمي لـ 0.1-0.2%." وفق رئيس الاقتصاديين، ناريمان بيهرافيش، من IHS Markit. 

ويمكن أن يقع خام غرب تكساس الوسيط تحت ضغط جراء الأمطار الغزيرة التي ضربت المصافي النفطية في هيوستن. وأغلقت إكسون موبيل مصفاة بيامونت، التي تعالج 370,000 برميل يوميًا يوم الثلاثاء، بسبب الفيضان. بيد أن تلك الفيضانات ليست بقوة الإعصار هارفي الذي ضرب البلاد قبل عامين، متسببًا في حرمان السوق من 4 مليون برميل يوميًا. 

تقويم الطاقة 

الاثنين، 23 سبتمبر 

تقديرات كوشينغ لمستودعات النفط الخام (بيانات خاصة) 

الثلاثاء، 24 سبتمبر 

معهد البترول الأمريكي، التقرير الأسبوعي لمخزون النفط 

الأربعاء، 25 سبتمبر 

التقرير الأسبوعي من إدارة معلومات الطاقة حول مخزون النفط الخام 

الخميس، 26 سبتمبر 

التقرير الأسبوعي من إدارة معلومات الطاقة حول مخزون الغاز الطبيعي 

الجمعة، 27 سبتمبر 

عدد منصات التنقيب عن النفط من باكير هيوز 

مراجعة المعادن الثمينة 

عادت أسعار الذهب بقوة لمستويات 1,500 دولار، بينما سعّر أصحاب المراكز الطويلة المخاطر السياسية المتولدة من الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، واحتمالية وقوع ركود اقتصادي عالمي، في حال استمرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. 

استقرت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر، على ارتفاع 8.90 دولار، أو ارتفاع 0.6%، عند سعر 1,515.10 دولار للأونصة، على بورصة السلع، كومكس. وسجلت خلال الأسبوع ارتفاع 1%, 

وتداولت العقود الفورية للذهب عند سعر 1,516.77 دولار، بارتفاع 17.85 دولار، أو نسبة 1.2%. وعلى الأساس الأسبوعي ارتفعت 1.9%. 

يوم الأربعاء، تصرف الفيدرالي كما هو متوقع له، وخفض معدل الفائدة 25 نقطة أساس هذا العام، للمرة الثانية. مخيبًا آمال أصحاب المراكز الطويلة بتخفيض 50 نقطة أساس. 

وفي يوليو، خفض الفيدرالي معدل الفائدة للمرة الأولى، مقدار 25 نقطة أساس. ونظرًا لوجود فارق زمني طويل بين التخفيضات، تمكن السوق من استيعاب الأمر، ولم يتأثر الدولار الأمريكي كثيرًا. وبدلًا من تراجع مؤشر الدولار بعد القرار بقوة، لم يتراجع سوى 0.1% خلال الأسبوع. 

ويعقد الفيدرالي اجتماعين هذا العام، أحدهما في أكتوبر، والآخر في ديسمبر. ولكن لا يقين حول تخفيض المعدلات مجددًا، أو العودة لمعسكر الحمائم. 

"وتستمر حالة عدم اليقين على المدى الطويل فيما يتعلق بمعدلات الفائدة،" وفق جورج جايرو، الرئيس التنفيذي، ومحلل المعادن الثمينة في RBC. 

"إن الإنفاق القوي، وأرقام الوظائف القوية، تحافظ على الدولار الأمريكي عند ارتفاع 97-98، مما يجعل الذهب محاصرًا." 

وبغض النظر عن الدولار القوي، يظل الذهب مرتفعًا بفضل التوترات على المشهد الاقتصادي الكلي، وتراجع عوائد السندات الأمريكية. 

واثبت الذهب قدرته على الاحتمال، فظل مرتفعًا نسبة 18% منذ بداية العام، بينما العقود الآجلة له فارتفعت 16%. 

وتأتي الأرباح على الرغم من تراجع بريقه الذي تمتع به في يونيو، وأغسطس، عندما وصل بسهولة إلى ارتفاع 6 سنوات، وبدا على استعداد للوصول إلى منطقة 1,600 دولار. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image