ترامب يخسر أمام الكورونا، والذعر مستمر

ترامب يخسر أمام الكورونا، والذعر مستمر

Investing.com - لأن الأسهم أصيبت بكورونا، حاول محب الأسهم ومعتبرها شاهد نجاح رئاسته في الخروج لمقاومة المرض. فألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس خطابًا لتهدئة الأسواق المالية، ووصف الشبكات الإعلامية على تويتر بأنها تثير الهلع عن عمد، والموقف لا يستلزم ذلك.

أبرز تصريحات الرئيس الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي بشأن فيروس الكورونا

عيّن ترامب نائبه، مايك بينس، للإشراف على مكافحة المرض. والجدير بالذكر أن بينس عندما كان عمدة ولاية إنديانا حاول مكافحة تعاطي المخدرات بإعاقته إمكانية الوصول إلى الإبر "حقن" الطبية المستخدمة في تعاطي أنواع المخدرات.

وعندها كان استخدم المدمنين نفس الإبر، مما تسبب في تفشي الإيدز بأعلى وتيرة في الولاية. وهذا ما استدعى سخرية من بعض مؤيدي ترامب، الذين تذكروا تلك الحادثة، وقالوا إن خطاب ترامب زاد من الذعر.

قال ترامب: "سيعمل بينس مع المحترفين، والأطباء، وكل من يعمل." وأضاف أن التقارير ستتحول مباشرة من بينس لترامب.

بينما تحذر مراكز الوقاية الأمريكية من تفشي محتمل للفيروس، سيؤثر على نمط الحياة اليومية في الولايات المتحدة. وارتفع عدد المصابين في الولايات المتحدة لـ 60 مصاب.

وانتهز ترامب الفرصة كعادته لمهاجمة الاحتياطي الفيدرالي، ودعوته لتخفيض معدل الفائدة. وسط زيادة توقعات السوق لتخفيض الفائدة.

العملات: الدولار الأمريكي لا يكترث لترامب، وحالة إصابة تثير الذعر في أمريكا

واستمرت أسواق العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية في التراجع:

  • تنخفض عقود داو 30 الآجلة بنسبة 1%
  • وكذلك إس آند بي 500، وإن كيو 100 يسجلان انخفاض أعلى من 1%
  • وتستمر الأسهم الأوروبية في أدائها الضعيف
  • وإليك بعض الحقائق عن المرض، وبعض سبل الوقاية

    ينتقل فيروس كورونا بين البشر بوتيرة تفوق وتيرة انتشار فيروس السارس، على الرغم من أن حدته الجرثومية أخف وطأة من سارس. فتشير النماذج التي تولدها الحواسيب أنه عند إصابة شخص واحد بالفيروس، قادر على نقل العدوى لما يقرب من 3 أفراد، في المتوسط، عند بداية الانتشار. وقللت السلطات الصينية من معدل انتشار المرض، من خلال عزل الحالات المصابة، ومنعها من التواصل.

    لـ 20% من المصابين، تسبب الفيروس في فشل حاد في الجهاز التنفسي، وفتك بمتوسط 2-3% من الأفراد المصابين. على العكس من السارس، الذي كان يفتك بـ 10% من الحالات المصابة.

    وتتسم حالات الوفاة بتركزها على كبار السن، والمصابين بالفعل بأمراض مزمنة، والأطفال.

    ولكن، يجدر ملاحظة أننا ما زلنا في المراحل الأولى لانتشار المرض، وفي تلك المراحل يصعب تقدير الأرقام، خاصة في ظل الحكومة الصينية المشكوك في صحة تقاريرها. وكذلك تعتمد نسبة الوفيات على تقديم الرعاية الصحية للمصابين، فمن كان لديه مشكلة تنفسية، لو تمكن من الوصول لجهاز تنفس صناعي، يمكن لهذا أن ينقذ حياته.

    ولكن، كيف يمكن انتقال المرض؟

    حتى وقت قريب، كان انتقال المرض يلزمه القرب الجسدي من شخص حامل للفيروس، بكمية كبيرة، أي أن الشخص تظهر عليه علامات الإصابة، والإصابة من شخص لا تظهر عليه الأعراض نادرة الحدوث.

    ويصيب الكورونا، الفيروس التاجي، الجهاز التنفسي، وينتقل عن طريق جزئيات الهواء التي تحمل الفيروس، بعد انطلاقه من عطس أو سعال أحد المصابين. وبالتالي يصبح القائمون على علاج الفيروس هم أكثر المعرضين للإصابة به لقربهم من حاملي المرض.

    ولكن، ظهرت في الآونة الأخيرة بفرنسا، وكاليفورنيا حالات إصابة لم يسبق لها السفر إلى الصين أو الاحتكاك بأحد المصابين، مما أثار مخاوف الانتشار الوبائي.

    هل تجنب السفر وسيلة ناجحة في تجنب الإصابة؟

    قالت منظمة الصحة العالمية إن الدول غير ملزمة بوقف أنشطة الطيران. والمنطق للمنظمة هنا هو: إذا كان المرض دخل الدولة بالفعل، فلا جدوى في محاولة تجنبه، لأنهم مصابين به بالفعل.

    وتضيف تقارير أنه بمجرد جلوسك في أي مكان مغلق بجانب شخص حامل للمرض وتظهر عليه الأعراض يمكنه نقل المرض لك. كما أن الطائرات الحديثة بها نظم متطورة للحفاظ على الهواء المنتشر في الطائرة، وتلك النظم قادرة على إزالة الفيروسات.

    ولكن يكمن الخطر في الاصطفاف للخروج من المطار، أو في طريق التحرك من المطار إلى محل إقامتك. وهناك احتمالية محدودة للإصابة عن طريق لمس أسطح أبواب المراحيض، أو المناشف، لذا يجدر غسل الأيدي كثيرًا خلال السفر، واستخدام مواد كحولية في التنظيف.

    يتعافى كثيرون من المرض في غضون أيام قليلة، ولكن حوالي 20% يصابون بحالة صعوبة في التنفس، والتهاب رئوي، وربما يحتاجون لسبل لمساعدتهم في التنفس.

    وذكرنا في تقرير ليلة أمس قبل خطاب ترامب أن هناك شركة أمريكية تدعى "جلعاد للعلوم" قالت إنها ستبدأ تجارب سريرية لعلاج مضاد للفيروسات، نجح في مقاومة فيروس إيبولا، والشركة نفسها أنتجت عقاقير لمعالجة الالتهاب الكبدي الوبائي "سوفالدي" ولكن إلى الآن لا يوجد علاج واحد مخصص لفيروس كورونا.

    وتمتنع منظمة الصحة العالمية عن وصف المرض بالوباء، لأنه لم يصل لهذا الحد بعد.

    كان لكورونا تأثير قوي على الأسواق المالية، فرأينا الذهب بداية هذا الأسبوع يصعد لمستويات 1,689 دولار للأوقية، وفقدت الأسهم الأمريكية الأرباح التي حققتها منذ بداية العام الجاري. كما أن النفط يعاني تحت مستويات الدعم الرئيسية له، بعد المخاوف حيال تراجع الطلب العالمي، بوصول الفيروس لكل قارات العالم.


    large image
    الندوات و الدورات القادمة
    large image