"نفط برنت": سوق النفط لتخفيض تاريخي، والسبب ليس "ترامب" - بلومبرج

"نفط برنت": سوق النفط لتخفيض تاريخي، والسبب ليس "ترامب" - بلومبرج

Investing.com - انهار الطلب على النفط الخام بأسرع مما توقع أي من المشاركين بالسوق. تستهلك الولايات المتحدة الآن البنزين بأقل وتيرة خلال السنوات الـ 50 الماضية. ومن هنا يتولد الضغط للتخفيض.

الآن، ينعقد الاجتماع عند الساعة 14:00 بتوقيت غرينتش (17:00 بتوقيت السعودية) بين الأوبك، والحلفاء. لا يعرف أحد ماهية الاتفاق، وما زالت تفاصيل عدة مبهمة، وفق مصادر مطلعة على الشأن.

تواجه المجموعة ضغوطًا قوية من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتخفيض 10% من الإمداد العالمي للنفط. يهدف هذا التخفيض لانتشال النفط من أسوأ الخسائر التي شهدها على الإطلاق.

هل تخفيض الإنتاج حلًا؟

تشير جميع التوقعات من جميع المنظمات المسؤولة عن تقييم توازن أسواق النفط الخام إلى تراجع غير مسبوق في الطلب على السلعة. تكمن أهمية النفط عادة في دوره بتحريك كوكب الأرض بالكامل: مصانع، منازل، أعمال، طائرات، سيارات، بواخر، لا شيء يصعد أو يهبط أو يمشي دون النفط. فجأة، أصاب الكوكب حالة من الشلل، الطائرات مقيدة بالأرض، المصانع معطلة، لا أحد يقود سيارات، ولا باخرات تتحرك في المياه.

تصل تقديرات تراجع الطلب، وفق منظمة الطاقة الدولية، لـ 20 مليون برميل. وعلى تلك الخلفية، عمدت شركات النفط الكبرى، من أمثال رويال داتش شل، وشيفرون، وإكسون، لتخفيض الإنفاق الرأسمالي، وعانت أسهمها من ضربات قوية، تزامنًا مع زيارة "نفط برنت" و "خام نايمكس الخفيف" مستويات لم يشهدها السوق من قبل، بنسب انخفاض وصلت لأرقام قياسية غير مسبوقة أيضًا.

والآن، لجلب التوازن لجانبي العرض والطلب وسط حالة السقوط الحر في الاستهلاك الدولي، يعد المهمة الأصعب. وبينما تتوقع الأسواق عودة الصين لمعالجة وتكرير النفط في أبريل، تحصل الأسواق على بارقة أمل. لكن، على الجانب الآخر، نرى انخفاضات تاريخية من الولايات المتحدة والهند في الاستهلاك، كما في أماكن أخرى.

سجل الطلب الأمريكي هبوطًا نسبته 14.4 مليون برميل يوميًا، مستواه الأدنى منذ 1990. وفق الأرقام الحكومية ليوم الأربعاء، وصلت نسبة الانخفاض لـ 30% مقارنة بمستويات ما قبل الأزمة. أمّا ثالث أكبر مستهلك للنفط، الهند، تراجع الطلب فيها بنسبة 18%، ولم يبدأ الحظر فيها إلا في 25 مارس. وفي مطلع أبريل، وصل انخفاض الطلب من مصافي التكرير لـ 70%.

أمّا أوروبا، أصبحت بؤرة وبائية، مع تجاوز الحالات النصف مليون، ودخلت في حالة من الشلل التام لأطراف الاقتصاد، وصل فيها تراجع الطلب على النفط لـ 70%. في الظروف الطبيعية، كانت أوروبا تستهلك 100 مليون برميل يوميًا، لكن يرى متداولون استشارتهم بلومبرج أن الاستهلاك سيكون 65 مليون برميل يوميًا أو أقل.

ومن ريستاد إنيرجي، يقول كبير أسواق النفط: "تراجع الطلب، وهو ما يفوق تخفيضات أوبك+ المتطلع إليها بمراحل، في نهاية المطاف سيفضي لانخفاض السعر."

هل الأعضاء متفقون؟

كما ذكرنا أمس في تقريرنا: اجتماع الأوبك لتخفيض إنتاج "النفط": أهم 3 لاعبين، ومركزهم الحالي يوجد 3 من كبار المنتجين حول العالم، واحد منهم يرغب أن يتحمل الآخرون تبعات التراجع، بينما ينتج هو ما وسعه، وهذا المُنتِج هو: الولايات المتحدة. ومنذ بدأت الولايات المتحدة إنتاج النفط، بدأت حالة من الفوضى.

لا تثق موسكو بمشاركة الولايات المتحدة. ويعود الخلاف بين موسكو والولايات المتحدة لطبيعة نشاط الصناعة في البلدين. فيعتمد البلدان على شركات نفطية مستقرة تعتمد على آليات العرض والطلب في السوق المفتوح. على عكس دول الأوبك الأعضاء، وفجميعها يوجد لديه شركات نفطية قومية. وبالتالي تظل الدولة وشركة النفط على وفاق، في حين موسكو ربما تواجه غضبًا من منتجي النفط فيها، كما في الولايات المتحدة. ورفضت شركات عملاقة، مثل شيفرون، أي تخفيض للإنتاج.

عرضت الولايات المتحدة، عبر الجهة الرسمية: إدارة معلومات الطاقة، تخفيضًا محدودًا، ليس تخفيضًا جوهريًا لإنقاذ السوق، ولا يعدو كونه تخفيضًا قائمًا على آلية العرض والطلب، فالطلب سيهبط، إذن ليهبط العرض.

في حين أن هذا لا يرضي موسكو، فتريد موسكو حصة مفروضة على الجميع بالتساوي، مما يمنع التهام أحد حصة الآخر من السوق.

قال المتحدث باسم الكرملين، دمتري بيسكوف: "أنت تقارن الآن بين الهبوط الإجمالي للطلب، والتخفيضات الهادفة لجلب الاستقرار للسوق العالمي." كان رد بيسكوف على: هل تخفيضات روسيا قائمة على قوى السوق، كما الولايات المتحدة. وختم: "يختلف الأمران عن بعضهما تمامًا."

وإن كانت إكسون رفضت أي تخفيض بتوجيه من دولة أو منظمة، إلا أن الشركة ستكون مجبرة على تخفيض إنتاجها دون إرادة منها. فكما ذكرنا خفضت الشركة النفقات الرأسمالية. من شأن هذا القرار محو كمية لا بأس بها من النفط، بيد أن الأمر ليس صادمًا ومفاجئًا، مجرد أمر تدريجي.

من سيتي جروب، يقول إد مورس: "ما يجري مفاوضات: على أحدهم تغيير موقفه، أو إيجاد أرضية مشتركة. لا أرى أن أي أحد مستفيد من العجز عن التوصل لاتفاق."

خرج يوم أمس تقرير مخزون النفط الأسبوعي من إدارة معلومات الطاقة، بارتفاع هائل للأسبوع الثاني على التوالي، يزيد عن 15 مليون برميل. رغم هذا أغلقت أسعار النفط، ونفط برنت على ارتفاع قوي، وصل لـ 10%، و8%.

بتوقيت فيينا، يجتمع أعضاء الأوبك عند 16:00. ويوم الجمعة، برئاسة سعودية، يجتمع أعضاء مجموعة العشرين عند الساعة 15:00.

تركز انخفاض استهلاك الولايات المتحدة على البنزين، وهو ما يحرك الحياة الأمريكية. وقالت إدارة معلومات الطاقة إن الطلب على البنزين سيهبط 50.6 مليون برميل، الأقل منذ 1990. وعلى الأساس الشهري، يشهد استهلاك البنزين تراجعًا لم يشهده السوق منذ 1969.

تتوقع بلومبرج أنه في حال توصلت روسيا وأوبك، ومجموعة العشرين لاتفاق، سيكون التخفيض تاريخي بحوالي 10% من المعروض العالمي، أو 10 مليون برميل يوميًا. وهذا ما تحتاجه الأسواق بشدة الآن.

وفي مذكرة للعملات من إنيرجي أسبيكتس، تساءلت أمريتا سين، محللة النفط، عمّا إذا كانت المحادثات ستفضل لاتفاق "مزيف".

وهذا ما ننتظره على مدار الساعات القادمة. وتغلق الأسواق يوم الجمعة في كل من الولايات المتحدة وأووربا احتفالًا بعيد الفصح.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image