السيناريو المتوقع: هل تنجح بيانات سوق العمل غدًا في دعم الدولار الأمريكي؟

السيناريو المتوقع: هل تنجح بيانات سوق العمل غدًا في دعم الدولار الأمريكي؟

عقب أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية المهمة في الولايات المتحدة، سيكون ختام الأسبوع مع بيانات سوق العمل الأمريكي خلال شهر يوليو الماضي، ومن المتوقع أن تؤثر تلك البيانات على تحركات الدولار الأمريكي، وخاصة أن البيانات تأتي في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق مفاوضات حزمة التحفيز، إلى جانب تطورات فيروس كورونا داخل الولايات الأمريكية الأكثر إصابة. ومن المقرر أن تصدر بيانات سوق العمل غدًا في تمام الساعة 12:30 مساء بتوقيت جرينتش.

نظرة على بيانات شهر يونيو

كانت بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يونيو الماضي بمثابة مفاجئة سارة للأسواق، وذلك نظرًا لأنها أشارت إلى تحسن البيانات للشهر الثالث على التوالي. فمن ناحية، أضاف الاقتصاد نحو 4800 ألف وظيقة خلال يونيو، متجاوزًا توقعات الأسواق بإضافة 3037 ألف وظيفة فقط، كما أن تلك القراءة أفضل من القراءة السابقة للمؤشر خلال مايو الماضي حيث أضاف الاقتصاد نحو 2509 ألف وظيفة وتمت مراجعتها إلى 2699 ألف وظيفة.

من ناحية أخرى، جاءت قراءة معدل البطالة خلال نفس الفترة أفضل من التوقعات، حيث ارتفعت البطالة بنسبة 11.1% مقابل توقعات بتسجيل 12.4%، فيما أشارت بيانات شهر مايو الماضي إلى ارتفاع البطالة بنسبة 13.3%.

وعلى الرغم من تحسن مؤشرات البطالة والتغير في التوظيف، فإن مؤشر الأجور جاء أسوء من التوقعات للشهر الثاني على التوالي، حيث تراجع المؤشر على أساس شهري بنسبة 1.2%، متجاوزًا التوقعات بتراجع بحوالي 0.8%.

المؤشرات الدالة على بيانات سوق العمل

  • بيانات القطاع الخاص غير الزراعي: جاءت تلك البيانات أسوء من التوقعات للشهر الثاني على التوالي خلال يوليو الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 167 ألف وظيفة، بفارق كبير عن توقعات الأسواق بتسجيل 1200 ألف وظيفة.
  • إعانات البطالة: استمر مؤشر طلبات إعانات البطالة في الاتفاع خلال الشهر الجاري، بما يتراوح بين 1300 إلى 1400 ألف طلب أسبوعيا، لكن بيانات اليوم جاءت أفضل من التوقعات وكسرت حاجز 1300 ألف للمرة الاولى منذ شهر مارس الماضي، إلا أن تلك البيانات تعني أن أكثر من 6 مليون شخص قد فقدوا وظائفهم خلال يوليو الماضي.
  • القطاع التصنيعي: رغم تحسن بيانات مؤشر مديري المشتريات التصنيعي خلال يوليو الماضي، فإن التوظيف في القطاع لم يكن بهذا التحسن، حيث استمر التوظيف في الانكماش عند النقطة 44.3 مقارنة بتسجيل 42.1 خلال يونيو.
  • القطاع الخدمي: لم تختلف بيانات التوظيف في القطاع الخدمي عن تلك في القطاع التصنيعي، حيث تراجع التوظيف من النقطة 43.1 خلال يونيو إلى النقطة 42.1 خلال يوليو.

ماذا نتوقع من بيانات الغد؟

صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت سباق خلال الأسبوع الجاري، أن هناك بيانات ضخمة مرتقبة في نهاية الأسبوع، وذلك عقب صدور قراءة مؤشر التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي. ووفقا لتوقعات الأسواق، فمن المحتمل أن يرتفع التغير في التوظيف بنحو 1550 ألف وظيفة، في مقابل ارتفاع معدل البطالة بنسبة 10.5%.

ومن المتوقع أن تؤثر قرارات تأجيل عودة الشركات والأعمال في بعض الولايات الأمريكية بصورة سلبية على بيانات الغد، خاصة مع ترقب العاملين لمفاوضات حزمة التحفيز المنتظرة. وبالنظر أيضًا إلى بيانات القطاع الخاص غير الزراعي، فعلى الرغم من أنها قد تختلف مع بيانات سوق العمل، فمن غير الممكن غض الطرف عن ارتفاعها الضعيف خلال يوليو الماضي.  

وبالتالي، ومع استمرار ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا في البلاد، وتأثير ذلك على الشركات، إلى جانب تباين البيانات الدالة، فمن المتوقع أن تأتي بيانات الغد ضعيفة، بل وقد تكون أسوء من القراءة السابقة.  

 تأثير بيانات سوق العمل على الدولار الأمريكي

تجدر الإشارة هنا إلى أن بيانات سوق العمل الأمريكي تؤثر على تحركات الدولار بصورة ملحوظة مقارنة بالبيانات الاقتصادية الأخرى. وفي ظل التراجع الذي يشهده الدولار الأمريكي، حيث وصل خلال الساعة الأخيرة إلى مستويات 92.81، فمن المحتمل أن تؤثر البيانات بصورة سلبية على تحركات الدولار إذا طابقت التوقعات وجاءت أقل من الشهر الأسبق. وقد يكون تأثيرها محدود على الدولار في ظل ترقب الانتهاء من المفاوضات حول حزمة التحفيز الاقتصادي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image