مؤشرات العقود الآجلة للبورصات الامريكية ترتفع بعد تحرك ترامب

مؤشرات العقود الآجلة للبورصات الامريكية ترتفع بعد تحرك ترامب

تتحضر الأسهم الأمريكية لإفتتاح تداولات الأسبوع على إرتفاع، وسط ارتياح المستثمرين بعدما تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتقديمه الدعم للاقتصاد الذي ما زال متضرراً بشدة في أعقاب وباء كورونا.

فعند الساعة 7:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:05 صباحاً بتوقيت جرينتش)، كان مؤشر إس آند بي 500 للعقود الآجلة يسجل إرتفاعاً قدره 3 نقاط، أو ما يعادل 0.1٪، كما ارتفع مؤشر داو جونز للعقود الآجلة بمقدار 80 نقطة، أو ما يعادل 0.3٪، بينما انخفض مؤشر نازداك 100 للعقود الآجلة بـ 7 نقاط، أو ما يعادل 0.1٪، ليأخذ بعض الراحة بعد فترة من المكاسب التاريخية.

وأوفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوعده، وقام بإقرار أمر تنفيذي رئاسي، وذلك بعد فشل الكونجرس الأمريكي في التوصل إلى إتفاق حول الحزمة الجديدة من إجراءات التحفيز المصممة لواجهة الاثار الاقتصادية الوباء. فلقد وقع الرئيس الأمريكي أربعة أوامر تنفيذية رئاسية خلال عطلة نهاية الأسبوع تتعلق بمساعدات إقتصادية لمواجهة كورونا، أقر من خلالها، من بين أمور أخرى، تمديد إعانات البطالة بحسب برنامج CARES ولكن بمبلغ 400 دولار بدلاً من الـ 600 دولار التي تضمنتها الحزمة السابقة، إلا أن ترامب يريد من الحكومات المحلية للولايات أن تساهم بربع ذلك المبلغ. كما تم تعليق تحصيل ضرائب الرواتب لمصلحة الضمان الاجتماعي، ومنع إخلاء المستأجرين. 

ومع ذلك، لا تزال هناك شكوك حول شرعية هذه الأوامر الرئاسية، وما إذا كان سيكون لها التأثير المطلوب على الإقتصاد الأمريكي. 

وفور ذلك، وجه كبار المسؤولين الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي الإنتقاد لهذه الخطوة، قائلين أنها غير دستورية، في حين قال وزير الخزينة ستيفن منوشين إنهم سيتحملون المسؤولية عن أي تأخير في توزيع المعونات إذا ما تم الطعن في الأوامر الرئاسية عن طريق النظام القضائي.

وقال بنجامين جونز، أحد كبار محللي بنك ستايت ستريت (NYSE:STT)، في حديث لـ بلومبرج: "التركيز الرئيسي للأسواق هو ما إذا كان يمكن للولايات المتحدة الاتفاق على الحزمة التالية من التحفيز. الأخبار التي تلقيناها خلال عطلة نهاية الأسبوع تعزز من فرص الاتفاق على حزمة أخرى بسرعة نسبياً".

وقد توضحت الحاجة إلى المزيد من التحفيز يوم الجمعة، بعد صدور تقرير الوظائف الشهري. فعلى الرغم من أن الأرقام الرئيسية للتقرير جائت أفضل من المتوقع، إلا أن أرقاماً أخرى أظهرت علامات متزايدة على حصول ضرر طويل الأجل في سوق العمل.

ولا يزال عدد الأمريكيين الذين يتقاضون الرواتب أقل من مستويات ما قبل الوباء بمقدار 13 مليون شخص، بينما تضاعف عدد الأشخاص العاطلين عن العمل لمدة 15 أسبوعاً أو أكثر، وقفز إلى 8 ملايين شخص. 

ومما يضيف إلى القلق حول الوضع الحالي للإقتصاد الأكبر في العالم، أن عدد حالات الإصابة بفايروس كورونا في البلاد قد تجاوز 5 ملايين شخص خلال عطلة نهاية الأسبوع. ومما يثير المخاوف أن مضاعفة هذا الرقم لم تستغرق إلا ستة أسابيع، في حين وصل عدد الوفيات إلى 160 ألف حالة وفاة، أي ما يقرب من ربع مجموع الوفيات في العالم، رغم أن الولايات المتحدة لا تمثل إلا أقل من 5٪ من سكان العالم.

ومن جهة أخرى، تصاعدت التوترات بين والصين والغرب اليوم الاثنين، بعدما ألقت الصين القبض على جيمي لاي، أحد أغنى الناشرين وأكثرهم شهرة في هونغ كونغ، بتهمة التواطؤ مع عملاء أجانب، في توضيح صارخ للواقع الجديد للسلطة في المستعمرة السابقة للمملكة المتحدة، منذ إقرار قانون أمني جديد في وقت سابق هذا الصيف.

كما قالت بكين إنها ستعاقب 11 سياسياً أمريكياً، من بينهم السيناتور تيد كروز وماركو روبيو، رداً على العقوبات الأمريكية التي أعلنت على نفس العدد من المسؤولين الصينيين الأسبوع الماضي.

من المتوقع أن يكون هنالك جولة جديدة من العقوبات الأمريكية في الشهر أو الشهرين المقبلين، إعتماداً على قائمة وزارة الخزينة، التي تحدد جميع الكيانات التي تنتهك فرض العقوبات على الصين، وهي قائمة تقول الأبحاث المستقلة إنها قد تشمل البنوك التجارية الحكومية الصينية.

وتبدو الأجندة الإقتصادية لليوم خفيفة، رغم أنها ستزدحم مع تقدم الأسبوع، حيث يدخل موسم إعلانات الأرباح في الولايات المتحدة مرحلته النهائية. وستبدأ الإعلانات اليوم الإثنين، ومن أهم الأسماء التي ستعلن عن أرباحها خلال اليوم الأول من الأسبوع، مجموعة ماريوت الدولية  (NASDAQ:MAR)، وأوكسيدنتال بتروليوم  (NYSE:OXY)، تيلراي  (NASDAQ:TLRY)، كانوبي غروث  (NYSE:CGC)، سي وورلد  (NYSE:SEAS)، باريك غولد  (NYSE:GOLD).

ومع إقتراب انتهاء موسم أرباح الشركات للربع الثاني، فإن حوالي 82٪ من الشركات المدرجة ضمن مؤشر إس آند بي 500 والتي أعلنت نتائجها حتى الأن قد حققت نتائج أفضل من التوقعات التي كانت مُخفضة بشكل كبير بسبب الوباء، وحققت الأرباح في المتوسط ما نسبته 22.5٪ أعلى من التوقعات، وهي أعلى نسبة مسجلة في تاريخ إعلانات أرباح الشركات الأمريكية وفقاً لبيانات رويترز.

وفي أسواق الطاقة، إرتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين، بعد أن قدم السيد أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية (SE:أرامكو السعودية (SE:2222))، توقعات متفائلة حول الطلب على الذهب الأسود، وقال إنه يتوقع استمرار إرتفاع الطلب حتى نهاية العام.

كما التزمت أرامكو بوعدها بدفع نحو 75 بليون دولار من توزيعات الأرباح هذا العام، على الرغم من الانخفاض الحاد في أرباح الشركة. وهذا ما يميزها عن معظم منافسيها في قطاعي النفط والغاز، الذين اضطروا إلى إعادة النظر في توزيعات الأرباح، وتوقع تراجعها لفترة طويلة من الوقت، بسبب انخفاض أسعار النفط. وتعتبر أرامكو أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، وفي ذات الوقت الشركة الأكثر ربحية في العالم، وذلك لانها تتميز بتكاليف الإنتاج المنخفضة للغاية.

وفي أسواق النفط، ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي بنسبة 1.6٪ لتتداول عند 41.89 دولار للبرميل، في حين تقدم خام برنت بنسبة 0.9٪ ليتداول عند 44.80 دولار للبرميل.

أما في أسواق المعادن فلقد ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.6٪ لتتداول عند 2,030.15 دولار للأونصة، لتتعافى بشكل طفيف بعد عمليات البيع الحادة التي أرهقت كاهل المعدن الثمين يوم الجمعة، بعد صدور تقرير الوظائف لشهر تموز/يوليو، الذي جاء أفضل من المتوقع في أرقامه الرئيسية. وكانت العقود الآجلة للذهب قد سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2,072.5 دولار للأونصة الأسبوع الماضي. أما في سوق العملات، فلقد تراجعت العملة الأوروبية الموحدة أمام الدولار بنسبة 0.3٪، ليتداول الزوج عند 1.1747.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image