أوروبا تحاول التعافي من تداعيات كورونا الاقتصادية

انكمش الاقتصاد الألماني بنسبة 10.1% في الربع الثاني، وهو أكبر تراجع في النمو على الإطلاق، حيث انهار إنفاق المستهلكين واستثمارات الشركة والصادرات في ظل ذروة جائحة الفيروس التاجي، مما أدى إلى القضاء على ما يقرب من 10 سنوات من النمو. 

في الآونة الأخيرة، أظهرت استطلاعات الرأي أن الخبراء يتوقعون انتعاشا علي المدي القريب، خاصة في القطاعات المحلية. ومع ذلك، فإن توقعات أرباح القطاع المصرفي وشركات التأمين التي لا تزال ضعيفة للغاية فيما يتعلق بالأشهر الستة المقبلة تثير القلق.

لكن علي الرغم من ذلك، تأمل الحكومة أن تساعد حزمة التحفيز التي تزيد قيمتها عن 130 مليار يورو (153.17 مليار دولار) على تشجيع عودة النمو. وتتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة 6.3% هذا العام ويتوسع بنسبة 5.2% في عام 2021.

وعلي جبهة أحدث البيانات الاقتصادية، ارتفع مؤشر ZEW للثقة الاقتصادية لألمانيا مرة أخرى بشكل كبير وفقا لبيانات شهر أغسطس مقارنة بالشهر السابق، بعد أن انخفض بشكل طفيف في يوليو. جاءت البيانات عند 71.5 نقطة، أي 12.2 نقطة أعلى من الشهر السابق. لذا شهدنا ارتفاع زوج اليورو دولار EUR/USD من أدنى مستوياته فور نشر البيانات فوق مستوي 1.1780.

يقيس مؤشر الثقة الاقتصادية الألماني (ZEW) التوقعات الاقتصادية بالبلاد وهو ضمن المؤشرات التي يراقبها المستثمرون عن كثب لتقييم مدي الثقة بالاقتصاد الألماني. المستوى فوق الـ50 يدل على التفاؤل، أدناه يشير إلى التشاؤم. ويتم تجميع البيانات من خلال دراسة استقصائية لحوالي 350 من المستثمرين والمحللين الألمان.

وفي أخر قرارات البنك المركزي الأوروبي، لجأ إلي إبقاء سياسته ثابتة بعد سلسلة من التحركات لدعم الاقتصاد المتضرر من الوباء. لا يزال البنك المركزي الأوروبي في طريقه لشراء ما يصل إلى 1.35 تريليون يورو من السندات حتى يونيو 2021 في إطار برنامج شراء السندات الطارئ لمواجهة وباء كورونا ( PEPP ) وما يصل إلى 1.8 تريليون يورو إذا تم تضمين مشتريات حكومية أخرى.

وللتذكير بأحدث البيانات الاقتصادية الصادرة عن منطقة اليورو، ارتفع الإنتاج الصناعي في ثلاثة من أكبر اقتصادات منطقة اليورو بأكثر مما كان متوقعا في يونيو، حين رفعت الحكومات إجراءات الإغلاق الصارمة.كما تم تم الإبلاغ عن أكبر زيادة شهرية في بيانات الإنتاج - للتصنيع والتعدين والمرافق - في إسبانيا، حيث ارتفع الإنتاج بنسبة 14.0% عن الشهر السابق. وسجلت فرنسا زيادة بنسبة 12.7%، بينما سجلت ألمانيا زيادة بنسبة 8.9%. وكان الاقتصاديون توقعوا ارتفاع بنسبة 11.8% و 8.9% و 8.1% على التوالي.